الأحد، 7 فبراير 2016

مجلس الأمن الدولي يجتمع للتنديد بإطلاق كوريا الشمالية صاروخاً


بدأ مجلس الأمن الدولي اليوم (الأحد) اجتماعاً بهدف التنديد بإطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بعد بضعة أسابيع من إجرائها تجربة نووية رابعة.

وقال سفير فنزويلا رافاييل راميريز الذي يتولى رئاسة المجلس قبيل بدء الاجتماع المغلق «هناك توافق لإدانة هذا النوع من الانتهاك للعقوبات».

وأعلنت كوريا الشمالية في وقت سابق اليوم أنها نجحت في وضع قمر اصطناعي في المدار بفضل إطلاقها صاروخاً في خطوة قالت إنها «حدث العصر»، واعتبرت اختباراً لصاروخ «باليستي» في إطار صنع أسلحة قادرة على ضرب الأراضي الأميركية.

واعتبرت واشنطن ذلك «استفزازاً كبيراً»، وقالت كوريا الجنوبية إنها ستبحث مع الولايات المتحدة نشر نظام دفاع صاروخي متقدم على أراضيها.

وأعلنت الوزارة اليوم العثور على ما يعتقد أنه قطعة من الصاروخ الذي تم إطلاقه، وذكر مسؤول في الوزارة أن سفينه تابعة للبحرية انتشلت القطعة من منطقة جنوب شرقي جزيرة «جيجو» الكورية الجنوبية.

وكان المكتب الصحافي للأمم المتحدة أكد في بيان إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً طارئاً اليوم في نيويورك، وكان ديبلوماسيون في المجلس قالوا إن الاجتماع جاء بناء على طلب كل من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.

وطلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من كوريا الشمالية «التوقف عن أفعالها الاستفزازية»، معتبراً أن إطلاق الصاروخ الذي قال إنه ينتهك قرارات الأمم المتحدة «أمر مؤسف جداً»، مؤكداً التزامه العمل مع كل الأطراف المعنية لتهدئة التوتر وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل يمكن التحقق منه».

وقال التلفزيون الكوري الشمالي اليوم إن إطلاق القمر الاصطناعي «اكتمل بنجاح».

ودانت فرنسا بشدة إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ بعيدة المدى، واصفة إياه بأنه "عمل استفزاز جنوني"، ودعت إلى "رد سريع وقاس من الأسرة الدولية في مجلس الأمن". وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن "فرنسا تدين بأشد عبارات الحزم الانتهاك الفاضح الجديد من قبل كوريا الشمالية لقرارات مجلس الإمن"، مؤكدة أن "إطلاق الصاروخ هو (...) عمل استفزازي جنوني".

وفي لندن، دانت الحكومة البريطانية "بحزم" إطلاق الصاروخ، داعية إلى "رد قوي إذا واصلت كوريا الشمالية انتهاك" قرارات مجلس الأمن الدولي.

ومن جهتها أبدت الصين الحليف الرئيس لكوريا الشمالية «أسفها» بعد إعلان بيونغ يانغ وضع قمر اصطناعي في المدار بواسطة صاروخ بعيد المدى. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ إن بلادها «تأسف لإصرار كوريا الشمالية على تنفيذ إطلاق تقنية صاروخية على رغم من المعارضة الدولية».

وقالت وزارة الخارجية الروسية اليوم إن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ لا يمكن أن يقابل إلا "بالاحتجاج الصارم" وأضافت أن بيونغ يانغ أظهرت مرة أخرى تجاهلاً لمبادئ القانون الدولي.

وذكرت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني إن مثل هذه الأفعال توجه صفعة خطرة لأمن حكومات المنطقة، وأولها كوريا الشمالية نفسها.

وتابع البيان: "نحن ننصح بشدة قيادة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) أن تفكر في ما إذا كان انتهاج سياسة تعارض المجتمع الدولي برمته يحقق مصالح البلاد".

وكانت كوريا الشمالية أخطرت وكالات الأمم المتحدة اعتزامها إطلاق صاروخ يحمل قمراً اصطناعياً لرصد كوكب الأرض، ما أثار اعتراض حكومات ترى أن هذا اختبار لصاروخ بعيد المدى.

ومن جانبها، قالت كوريا الجنوبية اليوم إنها ستبدأ محادثات مع الولايات المتحدة في شأن نشر نظام دفاع صاروخي متقدم على أراضيها للتصدي للتهديدات المتزايدة من جانب قدرات الأسلحة الكورية الشمالية.

وكان مسؤولون عسكريون أميركيون قالوا إن هناك حاجة لنشر نظام متطور يسمى "نظام الدفاع الجوي للارتفاعات العالية" (ثاد) في كوريا الجنوبية التي تواجه تهديدات بسبب البرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية الذي يزداد تطورا يوما بعد يوم.

وقال ريو جي-سيونغ المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في مؤتمر صحافي مشترك مع قائد الجيش الثامن الأميركي، توماس فاندال، المتمركز في كوريا الجنوبية: "إذا ما تم نشر ثاد في شبه الجزيرة الكورية سيتم استخدامه فقط ضد كوريا الشمالية".

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن سفارة كوريا الشمالية في موسكو قولها في بيان، إن بيونغيانغ تنوي الاستمرار في إطلاق الصواريخ التي تحمل أقمارا اصطناعية إلى الفضاء.

وجاء في بيان أصدرته السفارة "وفقاً لسياسة حزب العمال الكوريين بإعطاء الأولوية للعلم والتقنية فإن الوكالة الحكومية لاستكشاف الفضاء ستستمر في إطلاق المزيد من الأقمار الاصطناعية".


الحياة